الأحد، 18 نوفمبر 2012

سوف نعود مع جيش المريدين الاسلامي الامام شامل

الجهاد أو الجهاد في سبيل الله أو القتال في سبيل الله هو مصطلح إسلامي يعني جميع الأفعال أو الأقوال التي تتم لصد عدو ما أو لتحرير أرض ما أو لمساعدة أحد ما. جاء هذا المصطلح في بدء الإسلام عندما ذكر الله معركة بدر الكبرى في القرآن الكريم ثم تم تعميم هذ المصطلح ليشمل أي فعل أو قول يصب في مصلحة الإسلام لصد عدو ما يستهدم الإسلام فعلاً أو قولاً. هناك عدة نصوص في القرآن الكريم يستشهد بها حول هذه القضية : كتلك التي تدعو لنشر العدل، وتلك التي تأمر بالقتال للتصدي لأي هجوم موجه ضد الإسلام، وتلك التي تأمر بالحرب ولكن ليس ضمن فترة الأشهر الحرم الأربعة وتلك التي تأمر بالقتال في كل وقت. يجب أن تأخذ بالحسبان قواعد (النسخ) والتي تحكمها قواعد فقهية.              

نشأة الجهاد  

فرض الجهاد في السنة الثانية من الهجرة ونادى لنشر العدل والمساواة بين البشر في الحقوق والواجبات بين الغني والفقير الحاكم والمحكوم القوي والضعيف الشريف والوضيع العالم والجاهل الحبر والراهب العابد والزاهد تحت شعار واضح وحديث:«لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمى على عربي ولا لأبيض على أسود. ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب.[1]» فلا عنصرية بغيضة ولا طبقية مقيتة. ويعبر القرآن عن ذلك بوضوح في قوله:Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ Aya-8.png La bracket.png أي يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله محمد كونوا قوامين بالحق, ابتغاء وجه الله, شهداء بالعدل, ولا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا, اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء, فذلك العدل أقرب لخشية الله, واحذروا أن تجوروا.
إن الله خبير بما تعملون, وسيجازيكم به. كما يفرض الإسلام على الأغنياء دفع جزء من أموالهم - الزكاة على المسلمين أو الجزية على غير المسلمين - ليتم توزيعه على فقراء الناس وضعفائهم وحرم أكل أموال الناس بالباطل من النهب والسلب أو من الربا أو من الغش أو الخداع. وكل هذه القيم والمبادئ قد تتعارض تماماً مع مصالح بعض الطغاة والجبابرة الذين استذلوا الناس واستعبدوهم، فأعلنوا عداوتهم للإسلام والمسلمين فكان لزاماً على المسلمين من إعداد العدة لمواجهة تلك المخاطر - حتى لا يؤخذوا على غرة - فأمرهم ربهم بذلك:Ra bracket.png وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ Aya-60.png La bracket.png
ولما كانت رسالة محمد للناس كافة فكان لزاماً عليه السعي لرفع هذا الظلم عن الناس كافة ومواجهة هؤلاء الطغاة في أي مكان ومهما كلف الثمن فكان فرض الجهاد على المسلمين لتحقيق مقاصد الدين السامية، ليوصل الإسلام لأهل البلد التي رفض حكامها على الدعوة إلى الإسلام في بلادهم وأعلنوا الحرب على الإسلام, فكان الجهاد على من حارب الإسلام, لا يهم أن يدخل الناس في دين الإسلام ولكن المهم أن ينعموا بالعدل والأمن تحت حكمه:Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ Aya-123.png La bracket.png   

الهدف من الجهاد    
لأصل في فقه الفتوحات الإسلامية هو تبليغ دين الله للناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعريفهم كذلك بقيمه ورسالته العالمية دون حرب أو اعتداء، ولكن حين يمنع المسلمون قهراً من القيام بواجب التعريف بدينهم، ويوم يحال بينهم وبين التعريف برسالته العالمية الإنسانية وبعد رفض الأسلوب السلمى في توصيل أمور الدين إلى غير المسلمين في هذه البلد، فإن الإسلام قد رسم للمسلمين منهجاً واضحاً في التعامل مع حالات المنع التي تواجههم في سبيل تبليغ رسالة ربهم، كما يلي[2] :

  • إن جاء المنع مقروناً بإعلان حالة الحرب على المسلمين ومباشرة القتال معهم، فالحكم في مثل هذه المسألة: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا» ومع مثل هذه الحالة تطبق كل القواعد والأعراف، وكل الجزاءات والضوابط والآداب المتعلقة بحالة الحرب، وفق القاعدة القرآنية :Ra bracket.png الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ Aya-194.png La bracket.png
  • وإن وقف الأمر عند حالة المنع، وعدم السماح للمسلمين بالاتصال بالناس بدون قتال أو اعتداء على المسلمين، فالحكم يكون باستخدام الحوار, والمجادلة معهم بالتي هي أحسن، مع الصبر والمصابرة، واستخدام كل الوسائل السلمية الممكنة مع الجهة الممانعة، حتى يفتح الله بينهم وبين المسلمين بالحق:Ra bracket.png فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ Aya-15.png La bracket.png ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾«‌29‏:46»
  • وإن أتيح للمسلمين تبليغ دعوتهم، والتعريف بدينهم فالحكم مع هذه الحالة هو السلم والمودة :Ra bracket.png لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ Aya-8.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ Aya-10.png La bracket.png       

    آيات في الجهاد   
    من تلك الآيات، قول المولى عز وجل:Ra bracket.png إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ Aya-111.png La bracket.png وفي هذه الآية ترغيب في الجهاد في سبيل الله على نحو بليغ وقد قال ابن القيم فيها: فجعل الله سبحان ها هنا الجنة ثمنًا لنفوس المؤمنين وأموالهم. إذا بذلوها فيه استحقوا الثمن. وعقد معهم هذا العقد وأكده بأنواع من التأكيدات:     

    حاديث في الجهاد   

    روي عن ابن مسعود في صحيح البخاري (527) صحيح مسلم (84). :
       
    جهاد
    قال: قلت يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. -- حديث صحيح
    روي عن سلمان الفارسي في صحيح مسلم (1913) والنسائي (39/6) :
       
    جهاد
    قال: سمعت رسول الله يقول: رباط يوم وليلة. خير من صيام شهر وقيامه. وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان. -- حديث صحيح 
    تكلم العلماء في نوعي الجهاد: الظاهر والباطن، لأهمية النوعين خصوصاً الباطن، حتى لا يمني العبد نفسه بما ليس في تناوله، وهو في الواقع قد أهلكه وأرداه عدوه الباطن. قال الحافظ ابن رجب الحنبليوهذا في جهاد العدو الظاهر وهو جهاد الكفار، وكذلك جهاد العدو الباطن، وهو جهاد النفس والهوى، فإن جهادهما من أعظم الجهاد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في الله.» وقال عبد الله بن عمر لمن سأله عن الجهاد:«ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها.» وقال بقية بن الوليد:«اخبرنا إبراهيم بن ادهم حدثنا الثقة عن علي بن أبي طالب قال: أول ما تنكرون من جهادكم جهادكم انفسكم.»   ويروى من حديث سعد بن سنان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ليس عدوك الذي اذا قتلته ادخلك الجنة، واذا قتلته كان لك نوراً، اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك.» وقال ابو بكر الصديق لعمر حين استخلف:
    «إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك. فهذا الجهاد يحتاج أيضاً إلى صبر، من صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبه وحصل له النصر والظفر، وملك نفسه، فصار عزيزاً ملكاً، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك، غلب وقهر وأسر، وصار عبداً ذليلاً أسيراً في يدي شيطانه وهواه.
    وقال ابو محمد عبدالله بن ابي مرة:
    «الجهاد الأصغر وهو جهاد العدو، وكذلك الأمر في الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، وقد أشار مولانا جل جلاله لذلك بقوله (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) فمهما كبر الأمر جعل الفرج فيه أكبر، لأن أمر الشيطان والنفس أكبر، فجعل في الشيطان والظفر به نفس الملجأ كما أخبر عز وجل، وجعل في النصرة على النفس الأخذ في مجاهدتها على لسان العلم، فقال عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وجعل سبب العون على مجاهدتها حقيقة الاستعانة به عز وجل بقوله تعالى (إياك نستعين).   

    جهاد العلم

    مضى بيان مفهوم الجهاد العام وهو تحقيق كون المؤمن مؤمناً، ومن أعظم ذلك العلم، فعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع.[13]» وقال معاذ بن جبلتعلموا العلم فإن تعلمه لله حسنة، وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد.[14]»
    لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية معلقا على أثر معاذ «فجعل البحث عن العلم من الجهاد، ولابد في الجهاد من الصبر.[15]» وقال أبو الدرداءمن رأى الغدو والرواح الى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه.[16]» قال الحافظ ابن رجب الحنبليوكذلك من يشتغل بالعلم، لأنه أحد نوعي الجهاد، فيكون اشتغاله بالعلم كالجهاد في سبيل الله والدعوة إليه.[17].»
    وقال العلامة عبد الرحمن السعديومن اعظم الجهاد سلوك طريق التعلم والتعليم، فإن الاشتغال بذلك لمن صحت نيته لا يوازيه عمل من الاعمال، لما فيه من احياء العلم والدين، وارشاد الجاهلين، والدعوة الى الخير والنهي عن الشر، والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه.[18]» وقال العلامة محمد العثيمينإن المتفقهين في دين الله يوازون تماما المجاهدين في سبيل الله.»
    فالمتفقه في دين الله وهو يتصفح كتبه ويحضر الى مجالس العلم هو كالذي يتفقد قوسه ورمحه مجاهدا في سبيل الله. والذي يعرض بصره وفكره وقلبه لادراك المسائل العلمية كالذي يعرض رقبته لأعداء الاسلام ليقاتلهم اعداء الاسلام حتى تكون كلمة الله هي العليا، ولست اقول ذلك مجازفة او محاباة لكم، ولكني اقول ذلك مستندا الى كتاب الله عز وجل، فقد قال الله تبارك وتعالى Ra bracket.png وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ Aya-122.png La bracket.png فاللام في قوله (ليتفقهوا في الدين) ليست تعليلا للفرقة النافرة، ولكنها تعليل للفرقة الباقية (ليتفقهوا) أي القاعدون الذين لم ينفروا للجهاد، (ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون)، فأنتم الآن ومن في ميدان القتال سواء.[19



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق