الخميس، 29 نوفمبر 2012
قصدت باب الرضا
قصدت باب الرضا والناس قد رقدوا
وبــت أشـكــــو إلɀى مــــــولاي ما أجد
وقــلـــت يـــــا أمـلــي فـي كـــل نائبة
يا من عليه بكشف الضــــر أعتــمد
أشــكـــو إلـيـــك أمــــورا أنت تعلمها
مالي عــلــى حــمــلــها صـبـر ولا جلد
وقـــد بــســطــت يــدي بالذل مفتقرا
إليــــك يـــا خــير مــن مدت إليه يد
فلا تـــردنـــــهــــــا يــــا رب خــــــائبــة
فـــبحر جودك يــــروي كل من يرد
وبــت أشـكــــو إلɀى مــــــولاي ما أجد
وقــلـــت يـــــا أمـلــي فـي كـــل نائبة
يا من عليه بكشف الضــــر أعتــمد
أشــكـــو إلـيـــك أمــــورا أنت تعلمها
مالي عــلــى حــمــلــها صـبـر ولا جلد
وقـــد بــســطــت يــدي بالذل مفتقرا
إليــــك يـــا خــير مــن مدت إليه يد
فلا تـــردنـــــهــــــا يــــا رب خــــــائبــة
فـــبحر جودك يــــروي كل من يرد
قصيدة البردة مكتوبة كاملة
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتــا وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ
أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شــهدتْ به عليك عدول الدمع والســــقمِ
وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضــنىً مثل البهار على خديك والعنــــمِ
نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني والحب يعترض اللذات بالألــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلــــمِ
عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمســـــتترٍ عن الوشاة ولا دائي بمنحســــمِ
محضْتني النصح لكن لست أســمعهُ إن المحب عن العذال في صــممِ
إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهــم
فإنَّ أمَارتي بالسوءِ ما أتعظـــتْ من جهلها بنذير الشيب والهـــرمِ
ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قـرى ضيفٍ ألمّ برأسي غيرَ محتشـــم
لو كنتُ أعلم أني ما أوقـــرُه كتمتُ سراً بدا لي منه بالكتــمِ
منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتهـــا كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجُــــمِ
فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتهـــا إنَّ الطعام يقوي شهوةَ النَّهـــمِ
والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــمِ
فاصرفْ هواها وحاذر أن تُوَليَــهُ إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِـمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســائمةٌ وإنْ هي استحلتِ المرعى فلا تُسِمِ
كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلــةً مـن حيث لم يدرِ أنَّ السم فى الدسـمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخـــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأتْ من المحارم والزمْ حمية النـــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصِهِما وإنْ هما محضاك النصح فاتَّهِـــمِ
ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكمـــاً فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحكــمِ
أستغفرُ الله من قولٍ بلا عمــــلٍ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـــــُمِ
أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ بـه وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ
ولا تزودتُ قبل الموت نافلـــةً ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم اصــــمِ
ظلمتُ سنَّةَ منْ أحيا الظلام إلـــى إنِ اشتكتْ قدماه الضرَ من ورمِ
وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ
وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ عن نفسه فأراها أيما شــــممِ
وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ
محمد سيد الكونين والثقليــــن والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بــه مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهــــم من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ
فهو الذي تم معناه وصورتــه ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ
دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس لــــه حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ
وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ
وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ
فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتــــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــمعليه وسلم
أبان مولدُه عن طيب عنصــره يا طيبَ مبتدأٍ منه ومختتــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ قد أُنْذِروا بحلول البؤْس والنقـمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ كشملِ أصحاب كسرى غير ملتئـمِ
والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ عليه والنهرُ ساهي العينِ من سدمِ
وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا ورُدَّ واردُها بالغيظ حين ظمــي
كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل حزْناً وبالماء ما بالنار من ضَــرمِ
والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ والحق يظهرُ من معنىً ومن كَلِـمِ
عَمُوا وصمُّوا فإعلانُ البشائر لــمْ تُسمعْ وبارقةُ الإنذار لم تُشــــَمِ
من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ بأن دينَهم المعوجَّ لم يقــɀــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شُهُب منقضّةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ
حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ من الشياطين يقفو إثر مُنـــهزمِ
كأنهم هرباً أبطالُ أبرهــــــةٍ أو عسكرٌ بالحَصَى من راحتيه رُمِىِ
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمـــــا نبذَ المسبِّح من أحشاءِ ملتقــــمِوسلم
جاءتْ لدعوته الأشجارُ ســـاجدةً تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــدمِ
كأنَّما سَطَرتْ سطراً لما كتـــبتْ فروعُها من بديعِ الخطِّ في اللّقَـمِ
مثلَ الغمامة أنَّى سار سائــــرةً تقيه حرَّ وطيسٍ للهجير حَــــمِى
أقسمْتُ بالقمر المنشق إنّ لـــه من قلبه نسبةً مبرورة القســــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرمٍ وكلُ طرفٍ من الكفار عنه عــِى
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِما وهم يقولون ما بالغـار مــن أرمِ
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسُج ولم تحُــــمِ
وقايةُ الله أغنتْ عن مضاعفـــةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطـُمِ
ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ به إلا ونلتُ جواراً منه لم يُضَــــمِ
ولا التمستُ غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلمِ
لا تُنكرِ الوحيَ من رؤياهُ إنّ لــه قلباً إذا نامتِ العينان لم يَنَـــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــه فليس يُنكرُ فيه حالُ مُحتلــــمِ
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسـَــبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــمِ
كم أبرأت وصِباً باللمس راحتُـه وأطلقتْ أرباً من ربقة اللمـــمِ
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـُــه حتى حكتْ غرّةً في الأعصر الدُهُمِ
بعارضٍ جاد أو خِلْتُ البطاحَ بهـا سَيْبٌ من اليمِّ أو سيلٌ من العَـرِمِ
دعْني ووصفيَ آياتٍ له ظهــرتْ ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علــمِ
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــمٌ وليس ينقصُ قدراً غير منتظــمِ
فما تَطاولُ آمالِ المديح إلــــى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـمِ
آياتُ حق من الرحمن مُحدثـــةٌ قديمةٌ صفةُ الموصوف بالقــدمِ
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تُخبرنـــا عن المعادِ وعن عادٍ وعـن إِرَمِ
دامتْ لدينا ففاقت كلَّ معجـزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تــدمِ
محكّماتٌ فما تُبقين من شبـــهٍ لِذى شقاقٍ وما تَبغين من حَكَــمِ
ما حُوربتْ قطُّ إلا عاد من حَـرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملْقِيَ السلمِ
ردَّتْ بلاغتُها دعوى معارضَهــا ردَّ الغيورِ يدَ الجاني عن الحُـرَمِ
لها معانٍ كموج البحر في مـددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــا ولا تسامُ على الإكثار بالســــأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلتُ لــه لقد ظفِرتَ بحبل الله فاعتصـــمِ
إن تتلُها خيفةً من حر نار لظــى أطفأْتَ حر لظى منْ وردِها الشّبِـمِ
كأنها الحوض تبيضُّ الوجوه بـه من العصاة وقد جاؤوه كالحُمَــمِ
وكالصراط وكالميزان معْدلــةً فالقسطُ من غيرها في الناس لم يقمِ
لا تعجبنْ لحسودٍ راح ينكرهـــا تجاهلاً وهو عينُ الحاذق الفهـــمِ
قد تنكر العينُ ضوءَ الشمس من رمد وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من ســـقمِعليه وسلم
يا خير من يمّم العافون ســـاحتَه سعياً وفوق متون الأينُق الرُّسُـــمِ
ومنْ هو الآيةُ الكبرى لمعتبـــرٍ ومنْ هو النعمةُ العظمى لمغتنـــمِ
سَريْتَ من حرمٍ ليلاً إلى حــــرمِ كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وبتَّ ترقى إلى أن نلت منزلــةً من قاب قوسين لم تُدركْ ولم تُرَمِ
وقدمتْكَ جميعُ الأنبياء بهـــــا والرسلِ تقديمَ مخدومٍ على خــدمِ
وأنت تخترقُ السبعَ الطباقَ بهــم في موكب كنت فيه صاحب العلمِ
حتى إذا لم تدعْ شأواً لمســتبقٍ من الدنوِّ ولا مرقىً لمُسْـــــتَنمِ
خَفضْتَ كلَّ مقامٍ بالإضـــافة إذ نوديت بالرفْع مثل المفردِ العلــمِ
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مســــتترٍ عن العيون وسرٍ أيِّ مكتتـــــمِ
فحزتَ كل فخارٍ غير مشــــتركٍ وجُزْتَ كل مقامٍ غير مزدَحَــــمِ
وجلَّ مقدارُ ما وُلّيتَ من رُتـــبٍ وعزَّ إدراكُ ما أوليتَ من نِعَـــمِ
بشرى لنا معشرَ الإسلام إنّ لنـــا من العناية ركناً غير منهــــدمِ
لما دعا اللهُ داعينا لطاعتـــــه بأكرم الرسل كنا أكرم الأمـــمِالله عليه وسلم
راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتــه كنْبأةٍ أجفلتْ غُفْلا من الغَنــــمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتــركٍ حتى حكوا بالقَنا لحماً على وضـمِ
ودُّوا الفرار فكادوا يَغبِطُون به أشلاءَ شالتْ مع العِقْبان والرَّخــمِ
تمضي الليالي ولا يدرون عدَّتَهـا ما لم تكنْ من ليالي الأشهر الحُرُمِ
كأنما الدينُ ضيفٌ حل سـاحتهم بكل قَرْمٍٍ إلى لحم العدا قَـــرِمِ
يَجُرُّ بحرَ خَميسٍ فوقَ ســـابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتَطِــمِ
من كل منتدب لله محتســـبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مُصْطلِـــمِ
حتى غدتْ ملةُ الإسلام وهي بهمْ من بعد غُربتها موصولةَ الرَّحِــمِ
مكفولةً أبداً منهمْ بخـــير أبٍ وخير بعْلٍ فلم تيتمْ ولم تَئِــــمِ
همُ الجبال فسلْ عنهم مصادمهـم ماذا رأى منهمُ في كل مصطدمِ
وسلْ حُنيناً وسل بدراً وسل أُحداً فصولُ حتفٍ لهم أدهى من الوخمِ
المُصْدِرِي البيضِ حُمراً بعد ما وردتْ منَ العدا كلَّ مسودٍّ من اللِمَــمِ
والكاتِبِينَ بسُمْرِ الخَط ما تركتْ أقلامُهمْ حَرْفَ جسمٍ غيرَ مُنْعَجِــمِ
شاكي السلاحِ لهم سيما تميزُهـمْ والوردُ يمتازُ بالسيما عن السَّــلَمِ
تُهْدى إليك رياحُ النصرِ نشْرهـمُ فتَحسبُ الزهرَ في الأكمام كل كمِى
كأنهمْ في ظهور الخيل نَبْتُ رُباً منْ شِدّة الحَزْمِ لا من شدّة الحُـزُمِ
طارتْ قلوبُ العدا من بأسهمْ فَرقاً فما تُفرِّقُ بين الْبَهْمِ وألْبُهــــُمِ
ومن تكنْ برسول الله نُصـــرتُه إن تلقَهُ الأسدُ فى آجامها تجــمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصــرٍ به ولا من عدوّ غير منقصــــمِ
أحلَّ أمتَه في حرْز ملَّتـــــه كالليث حلَّ مع الأشبال في أجَــمِ
كم جدَّلتْ كلماتُ الله من جدلٍ فيه وكمْ خَصَمَ البرهانُ من خَصِـمِ
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ مُعجــزةً في الجاهلية والتأديب في اليُتُمِالله عليه وسلم
خدْمتُه بمديحٍ استقيلُ به ذنوبَ عمرٍ مضى في الشعر والخِــدَمِ
إذْ قلّدانيَ ما تُخْشي عواقبُــه كأنَّني بهما هدْيٌ من النَّعَـــمِ
أطعتُ غيَّ الصبا في الحالتين وما حصلتُ إلاّ على الآثام والنـــدمِ
فياخسارةَ نفسٍ في تجارتهـــا لم تشترِ الدين بالدنيا ولم تَسُــمِ
ومن يبعْ آجلاً منه بعاجلــــهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سَـلمِ
إنْ آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصـــرمِ
فإنّ لي ذمةً منه بتســــميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذِمـمِ
إن لّم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقلْ يا زلةَ القــــدمِ
حاشاه أن يحرمَ الراجي مكارمَـه أو يرجعَ الجارُ منه غير محتــرمِ
ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحــه وجدتُهُ لخلاصي خيرَ مُلتــــزِمِ
ولن يفوتَ الغنى منه يداً تَرِبـتْ إنّ الحيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ
ولمْ أردْ زهرةَ الدنيا التي اقتطفتْ يدا زُهيرٍ بما أثنى على هَـــرمِالحاجات
يا أكرمَ الخلق ما لي منْ ألوذُ بـه سواك عند حلول الحادث العَـمِمِ
ولن يضيق رسولَ الله جاهُك بــي إذا الكريمُ تجلَّى باسم منتقـــمِ
فإنّ من جودك الدنيا وضرّتَهــا ومن علومك علمَ اللوحِ والقلـــمِ
يا نفسُ لا تقنطي من زلةٍ عظمــتْ إنّ الكبائرَ في الغفران كاللــممِ
لعلّ رحمةَ ربي حين يقســــمها تأتي على حسب العصيان في القِسمِ
يارب واجعلْ رجائي غير منعكِـسٍ لديك واجعل حسابي غير منخــرمِ
والطفْ بعبدك في الدارين إن له صبراً متى تدعُهُ الأهوالُ ينهــزمِ
وائذنْ لسُحب صلاةٍ منك دائمــةٍ على النبي بمُنْهَلٍّ ومُنْسَــــــجِمِ
ما رنّحتْ عذباتِ البان ريحُ صــباً وأطرب العيسَ حادي العيسِ بالنغمِ
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمـرٍ وعن عليٍ وعن عثمانَ ذي الكـرمِ
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهُــمْ أهل التقى والنَّقا والحِلمِ والكـرمِ
يا ربِّ بالمصطفى بلِّغْ مقاصـدنا واغفرْ لنا ما مضى يا واسع الكـرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بمــا يتلوه فى المسجد الأقصى وفى الحرم
وبجاه من بيْتُهُ فى طيبة حــرمٌ وإسمُهُ قسمٌ من أعظــم القســم
وهذه بردةُ المختار قد خُتمـتْ والحمد لله في بدإٍ وفى ختــــم
أبياتها قدْ أتتْ ستينَ معْ مائـةٍ فرّجْ بها كربنا يا واسع الكـــرم
مـا لـذة الـعيش إلا صحبةالفقرا
مـا لـذة الـعيش إلا صحبةالفقرا = هم السلاطين و السادات والأمرا
فاصحبهموا وتأدب في مجالسهم = وخــل حـظـك مـهما قـدموك ورا
واستغنم الوقت واحضر دائما معهم = واعلم بأن الرضا يختص من حضرا
ولازم الـصـمت إلا إن سـئلت فـقل = لا علم عندي وكن بالجهل مستترا
ولا تَرَ العيب إلا فيك معتقداً = عـيباً بـدا بـيِّناً لـكنه استترا
وحـط رأسك واستغفر بلا سبب = وقف على قدم الإنصاف معتذرا
وإن بــدا مـنك عـيب فـاعتذر وأقـم = وجه اعتذارك عما فيك منك جرى
وقـل عـبيدكموا أولى بصفحكموا = فـسامحوا وخـذوا بـالرفق يا فقرا
هـم بـالتفضل أولى وهو شيمتهم = فـلا تـخف دركـا مـنهم ولا ضررا
وبـالـتفتي عـلـى الإخـوان جد أبداً = حساً ومعنى وغض الطرف إن عثرا
وراقب الشيخ في أحواله فعسى = يـرى عـليك مـن استحسانه أثرا
وقَــدِّمِ الـجِدِّ وانـهض عـند خـدمته = عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا
فـفي رضـاه رضـا الـباري وطـاعته = يـرضى عـليك فـكن مـن تركه حذرا
واعـلم بـأن طـريق الـقوم دارسـة = وحال من يدعيها اليوم كيف ترى
مـتـى أراهــم وأنـى لـي بـرؤيتهم = أو تسمع الأذن مني عنهموا خبرا
مـن لـي وأنـى لمثلي أن يزاحمهم = عـلـى مــوارد لـم آلـف بـها كـدرا
أحــبـهـم وأداريــهــم وأوثــرهــم = بـمـهجتي وخـصوصا مـنهم نـفرا
قوم كرام الســجايا حيــث ما جلسـوا = يبـقى المكـــان على آثارهم عـطرا
يهـدي التصوف من أخلاقهم طرفـــا = حسـن التألف منهم راقني نظـــــرا
هم أهل ودي وأحبابي الذين همــــوا = ممـــن يجـر ذيول العـز مفتخــــرا
لا زال شمـلي بهم في الله مجــتمـعـا = وذنبنــا فيــه مغــفورا ومغــــــتفرا
ثم الصلاة عــلى المخـــتار سيدنـــــا = محمــد خيـــر من أوفى ومننذرا
فاصحبهموا وتأدب في مجالسهم = وخــل حـظـك مـهما قـدموك ورا
واستغنم الوقت واحضر دائما معهم = واعلم بأن الرضا يختص من حضرا
ولازم الـصـمت إلا إن سـئلت فـقل = لا علم عندي وكن بالجهل مستترا
ولا تَرَ العيب إلا فيك معتقداً = عـيباً بـدا بـيِّناً لـكنه استترا
وحـط رأسك واستغفر بلا سبب = وقف على قدم الإنصاف معتذرا
وإن بــدا مـنك عـيب فـاعتذر وأقـم = وجه اعتذارك عما فيك منك جرى
وقـل عـبيدكموا أولى بصفحكموا = فـسامحوا وخـذوا بـالرفق يا فقرا
هـم بـالتفضل أولى وهو شيمتهم = فـلا تـخف دركـا مـنهم ولا ضررا
وبـالـتفتي عـلـى الإخـوان جد أبداً = حساً ومعنى وغض الطرف إن عثرا
وراقب الشيخ في أحواله فعسى = يـرى عـليك مـن استحسانه أثرا
وقَــدِّمِ الـجِدِّ وانـهض عـند خـدمته = عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا
فـفي رضـاه رضـا الـباري وطـاعته = يـرضى عـليك فـكن مـن تركه حذرا
واعـلم بـأن طـريق الـقوم دارسـة = وحال من يدعيها اليوم كيف ترى
مـتـى أراهــم وأنـى لـي بـرؤيتهم = أو تسمع الأذن مني عنهموا خبرا
مـن لـي وأنـى لمثلي أن يزاحمهم = عـلـى مــوارد لـم آلـف بـها كـدرا
أحــبـهـم وأداريــهــم وأوثــرهــم = بـمـهجتي وخـصوصا مـنهم نـفرا
قوم كرام الســجايا حيــث ما جلسـوا = يبـقى المكـــان على آثارهم عـطرا
يهـدي التصوف من أخلاقهم طرفـــا = حسـن التألف منهم راقني نظـــــرا
هم أهل ودي وأحبابي الذين همــــوا = ممـــن يجـر ذيول العـز مفتخــــرا
لا زال شمـلي بهم في الله مجــتمـعـا = وذنبنــا فيــه مغــفورا ومغــــــتفرا
ثم الصلاة عــلى المخـــتار سيدنـــــا = محمــد خيـــر من أوفى ومننذرا
الاثنين، 26 نوفمبر 2012
السلام عليك يا رسول الله
الصلاةُ والسلامإســــــم،
الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدي يا رسول الله عــدد مـا طــــرز إســــــمــك فــي الـمـكــتــوب ،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله مـا نــودي مــن خـــلــف الـســـتــر مـحـــبــوب ،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يار سول الله ما تلاقى الأحـباب في ذكرك و دمعـهم مسكوب،
الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدي يا رسول الله عــدد مـا اسـتـأثـرالله به من عـلـمه في الغـيـوب،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله مـــا أخـــــلــــص لــــك عـــــبـــــدٌ فـــــقـــــيــــر
و نــــــاداك شـــــــاعـــرٌ فــي الــحــــرمــــيـــن و لــــهـــج بـــحـــســــنـــك مـــهــــيــــوب ،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله يــــا مــــن جـــــعــــــل الله مـــــن رؤيـــــــــــاك
فــــــي الـــمـــــــنـــــــــــام شـــــــــــــــــفــــــاء مـــــــن كـــــــل الــــخــــــــطـــــــــــــوب ،
الصلاةُ والسلامُ عليك يــا أمـــــلـــي يــا عـــــــدتـــي يــا مــــنــــقــــذي فــــي حــــيــــرتــــي
أنـــت أنـــت و الله بـيـن الـخــلـــق مــرغـــوب ، و عـلـى بــســــاط الـجــلــيــل مــطــلــوب ،
صلى الله وسلم عليك يــا نــبــي الله و عــلــى كــــل مــــحــــــبٍ لــك و عــــابـــر ســـــبــيــل
عـلى مــدى الـلـيــالـي و الأيـــام مـا دفـــعـــت عــنــا بــوجــهــك الـمــيــمــون الـخــطــوب ،
أشـــهـد أن لا إلــه إلا الله و أشـــهـد أنــك عــبــده و رســــولـه الـهـــادي الـقـــوي الأمـــيــــن
و أشــهـد أنـك قـد بـلـغـت الـرســالـة و أديــت الأمـانـة و نـصـحـت الأمـة و كـشــفـت الـغـمـة
و جــلــيــت الــظــلــمــة و قـــمــت بـالــحــجـــة و أتـــيـــت بـالــمــحــجـــة الــبـــيـــضــاء ،
أشــــهـــد أنـــك ســـــيــد الـمــرســــلــيــن و الأنـــبـــيـــاء ، خــــتـــم الله بـــك الـــنـــبــــوة ،
و فـــتـــح بـــك مـــن قـــبــــلُ مـــنــــاهــــل الــخــــيـــرات و ســــــوابـــق الـــرحــــمـــات ،
و أشــــــهـــد أن الله قـــــال فــــي حــــــقـــــك ( ن و الـــقـــــلــــــمِ و مـــا يـــســـــطـــرون ،
مــا أنـــت بــنــعــمــة ربــــك بــمــجـــنـــون ، و إن لـــك لأجــــــراً غــــيـــر مـــمـــنـــون )
و أثــبــتُ كـمـا أثــبــت مــن قــبــلــي أنــك قــلــت : ( أنــا ســـيــد الـنــاس يـــوم الـقــيـامـة )
أنـــت يـا حـبــيــبـي وافــر الـحـكـمـة نـاصـر الـمـلـة حـامـل لـواء الـحـمـد فـي يـوم الـجـزاء ،
مـــقـــدم الأنــبــيــاء ، و ســــيــد الأصــفــيــاء ، آدم تــحــت لــوائـــك و نــــوح و مـــوســـى
و إدريــــس و زكــــريـا و يـــحــــي وعـــيـــســـى و كـــل الأنـــبـــيـــاء تــحــت لــوائـــك...
الـصــلاةُ و الـســـلام عـلــيــك يـا نـــبــي الله ... يـا حــبــيــب الله ... يـا خــيــر خــلــق الله ...
نــــعـــم و الله صــــــدق الإمـــــام الــبـــوصـــيـــري عــــنـــدمـــا قـــــال فــــي حــــقـــــك :
فــمــبــلــغ الــعــلـــم فــيــه أنـــه بــشــــرٌ * * * و أنـــه خـــــيـــــر خـــــلـــق الله كـــلـــهـــم
و صـدق الـعـارف عـنـدمـا قـال :
مـــحـــمــــدٌ بـــشـــــرٌ لا كــالــبـــشـــــرِ بـــل هـــو يـــاقـــــوتـــة و الــنــــاس كــالــحــجـــرِ
نـــعـــم و الله يــا رســــول الله أنـــت يــا حــبــيــبـي بــشـــر مـن حــيـثـيـة أكــلـك و شــربــك
و غــــــــدوك و رواحــــــــك بــــيــــن الـــنــــــــاس و الــصـــحــــابــــة الأجــــــــــــلاء ...
بـشــرٌ مـن حـيـثـيـة مــشـــيــك فـي الأســـواق و لــبــســك الإزار و الـعــمــامـة و الــرداء ...
بـشــرٌ مـن حـيـثـيـة تـــــــبــــــــــادلــــــك الــــــــبـــــــــيـــــــــع و الـــــشــــــــــــــــــــراء ،
بـشــرٌ مـن حـيـثـيـة رهـنـك لدرعـك و اخـتـيـارك الـفـقـرلأنه شـعار الصالحيـن و الأصفـياء،
بـشــرٌ و أيُّ بـــشــــــــــــــرٍ مـــــثـــــلـــــك و أنــــــــت ســـــــــــيــــد الأنــــــبـــــــيــــــاء ،
بـشــرٌ يـا حـبـيـبـي و آه مـن بــشــريـة أحــبــهـا مــولاهـا و قــدمـهـا عـلـى كــافــة الـعــبــاد ،
بـشــرٌ قــــد عــــلــــمــــه الله بــــعـــــد أمــــيــــتــــه فـــأقــــــر بـــعــــلــــمــــه و أدبــــــــــه
مـصـاقـع الـبـلـغـاء مـن أهـل قـريـش فـي أفـضـل الـبـلاد ، نـعـم إنـه الـبـلـد الـذي حـلـلـت بـه
فـأقــســـــم الله بـــه و قـــــال : ( لا أقــســــم بـهــذا الـبــلــد ، و أنــت حــل بـهــذا الـبــلــد ) ،
إنـهـا الـبـلـد ، إنـهـا الـبـلـدة ، إنـهـا أم الـقـرى ، إنـهـا بـكـة ، إنـهـا الـبـلـد الـطاهـر إنـهـا مـكـة
الـتـي حــرّمـهـا الله قــبــل خــلـق الـســمـوات و الأرض و طــوى مـن تـحــتـهـا كــل أرض ،
و قـــد حـــرّمــهــا إبـــراهــــيـــم مــن بـــعـــد ذلــك كـــمــا قـــد جــــــاء فـــي الــكـــتـــاب ،
وأخبرت بفضلها عند موقفك على الحزورة وقلت بعد حجت الوداع خاتما لفضائل خير البلاد
و أنــت عــائــد إلـى الـمــديــنــة الـمـنــورة حــيـث يــســقـى عــنـك مـن ســيـرتـك الـعـاطـرة
فـــي ربــــوعـــهـــا الــعــــامــــرة و أطـــــلالــــهـــا الــنــــائــــرة مـــنـــهــــج الــصـــــواب
( و الله إني لأعـلم أنـك أحـب البـقـاع إلى الله ، و لولا أن أهـلـك أخرجـوني منـك لما خرجت )
ذلــك الـحـــديـــث الــذي رواه الإمـــام مــحــمــد بــن إســــمــاعــيــل الــبــخــاري الـجـعـفـي
بــإســـــــنـــاده عـــنـــك كــــمـــا أوردتــــــــه بـــطــــائـــن الــكـــتــــب و الأخــــبــــار .....
نــــعـــم إن مـــولـــدك أم الـــقـــــــرى ... و أهـــلــهـــا أهـــــل الـــرفـــــادة و الـــقـِـــرى ....
و إنـي أشــهـد أنـك الـعـبـد الـذي أعـطـاه الله فـي بــشـــريـتـه قـــوة فـي حـمـل أعـبـاء الـنـبـوة
حـيـث كـان جـبـيـنـك يـتـفـســخ عـرقـاً و أنـت في تـلـقـي الـوحـي و وجـهـك يـتـلألأ نــور.....
ألــيـــس أنـــت مــن عــلــمــنــا كــيــفــيــة الــســــلام عــلــيــك ، فـــهــا نــحـــن نـــقــــول :
الـــصـــــــــــــــــلاة و الـــســـــــــــــــــلام عــــلــــيــــــــك يــــــا رســــــــــــــــــــــــول الله
نـــعـــم و الله جــــزاك الله عـــنـــا و عـــن أمـــتـــك و الـمـســلـمـيــن خــــيــر الــجــــزاء ...
و صـلـى الله عـلـيـك فـي الأولـيـن و فـي الآخـريـن و فـي الـمــلأ الأعـلـى إلـى يــوم الـديــن ،
و صـلـى الله عـلـيـك مــا حــــدى الـحــــادي بــذكــــرك فـــي ركـــــــب الــمــحــبـــوبــيــن ،
و مــا ثـــــــبــــــــت عــــــــــــــــــارف و هـــــــــــــــام فــــــــــــؤاد الــمــــحـــــبـــــيــــن .
الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدي يا رسول الله عــدد مـا طــــرز إســــــمــك فــي الـمـكــتــوب ،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله مـا نــودي مــن خـــلــف الـســـتــر مـحـــبــوب ،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يار سول الله ما تلاقى الأحـباب في ذكرك و دمعـهم مسكوب،
الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدي يا رسول الله عــدد مـا اسـتـأثـرالله به من عـلـمه في الغـيـوب،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله مـــا أخـــــلــــص لــــك عـــــبـــــدٌ فـــــقـــــيــــر
و نــــــاداك شـــــــاعـــرٌ فــي الــحــــرمــــيـــن و لــــهـــج بـــحـــســــنـــك مـــهــــيــــوب ،
الصلاةُ والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله يــــا مــــن جـــــعــــــل الله مـــــن رؤيـــــــــــاك
فــــــي الـــمـــــــنـــــــــــام شـــــــــــــــــفــــــاء مـــــــن كـــــــل الــــخــــــــطـــــــــــــوب ،
الصلاةُ والسلامُ عليك يــا أمـــــلـــي يــا عـــــــدتـــي يــا مــــنــــقــــذي فــــي حــــيــــرتــــي
أنـــت أنـــت و الله بـيـن الـخــلـــق مــرغـــوب ، و عـلـى بــســــاط الـجــلــيــل مــطــلــوب ،
صلى الله وسلم عليك يــا نــبــي الله و عــلــى كــــل مــــحــــــبٍ لــك و عــــابـــر ســـــبــيــل
عـلى مــدى الـلـيــالـي و الأيـــام مـا دفـــعـــت عــنــا بــوجــهــك الـمــيــمــون الـخــطــوب ،
أشـــهـد أن لا إلــه إلا الله و أشـــهـد أنــك عــبــده و رســــولـه الـهـــادي الـقـــوي الأمـــيــــن
و أشــهـد أنـك قـد بـلـغـت الـرســالـة و أديــت الأمـانـة و نـصـحـت الأمـة و كـشــفـت الـغـمـة
و جــلــيــت الــظــلــمــة و قـــمــت بـالــحــجـــة و أتـــيـــت بـالــمــحــجـــة الــبـــيـــضــاء ،
أشــــهـــد أنـــك ســـــيــد الـمــرســــلــيــن و الأنـــبـــيـــاء ، خــــتـــم الله بـــك الـــنـــبــــوة ،
و فـــتـــح بـــك مـــن قـــبــــلُ مـــنــــاهــــل الــخــــيـــرات و ســــــوابـــق الـــرحــــمـــات ،
و أشــــــهـــد أن الله قـــــال فــــي حــــــقـــــك ( ن و الـــقـــــلــــــمِ و مـــا يـــســـــطـــرون ،
مــا أنـــت بــنــعــمــة ربــــك بــمــجـــنـــون ، و إن لـــك لأجــــــراً غــــيـــر مـــمـــنـــون )
و أثــبــتُ كـمـا أثــبــت مــن قــبــلــي أنــك قــلــت : ( أنــا ســـيــد الـنــاس يـــوم الـقــيـامـة )
أنـــت يـا حـبــيــبـي وافــر الـحـكـمـة نـاصـر الـمـلـة حـامـل لـواء الـحـمـد فـي يـوم الـجـزاء ،
مـــقـــدم الأنــبــيــاء ، و ســــيــد الأصــفــيــاء ، آدم تــحــت لــوائـــك و نــــوح و مـــوســـى
و إدريــــس و زكــــريـا و يـــحــــي وعـــيـــســـى و كـــل الأنـــبـــيـــاء تــحــت لــوائـــك...
الـصــلاةُ و الـســـلام عـلــيــك يـا نـــبــي الله ... يـا حــبــيــب الله ... يـا خــيــر خــلــق الله ...
نــــعـــم و الله صــــــدق الإمـــــام الــبـــوصـــيـــري عــــنـــدمـــا قـــــال فــــي حــــقـــــك :
فــمــبــلــغ الــعــلـــم فــيــه أنـــه بــشــــرٌ * * * و أنـــه خـــــيـــــر خـــــلـــق الله كـــلـــهـــم
و صـدق الـعـارف عـنـدمـا قـال :
مـــحـــمــــدٌ بـــشـــــرٌ لا كــالــبـــشـــــرِ بـــل هـــو يـــاقـــــوتـــة و الــنــــاس كــالــحــجـــرِ
نـــعـــم و الله يــا رســــول الله أنـــت يــا حــبــيــبـي بــشـــر مـن حــيـثـيـة أكــلـك و شــربــك
و غــــــــدوك و رواحــــــــك بــــيــــن الـــنــــــــاس و الــصـــحــــابــــة الأجــــــــــــلاء ...
بـشــرٌ مـن حـيـثـيـة مــشـــيــك فـي الأســـواق و لــبــســك الإزار و الـعــمــامـة و الــرداء ...
بـشــرٌ مـن حـيـثـيـة تـــــــبــــــــــادلــــــك الــــــــبـــــــــيـــــــــع و الـــــشــــــــــــــــــــراء ،
بـشــرٌ مـن حـيـثـيـة رهـنـك لدرعـك و اخـتـيـارك الـفـقـرلأنه شـعار الصالحيـن و الأصفـياء،
بـشــرٌ و أيُّ بـــشــــــــــــــرٍ مـــــثـــــلـــــك و أنــــــــت ســـــــــــيــــد الأنــــــبـــــــيــــــاء ،
بـشــرٌ يـا حـبـيـبـي و آه مـن بــشــريـة أحــبــهـا مــولاهـا و قــدمـهـا عـلـى كــافــة الـعــبــاد ،
بـشــرٌ قــــد عــــلــــمــــه الله بــــعـــــد أمــــيــــتــــه فـــأقــــــر بـــعــــلــــمــــه و أدبــــــــــه
مـصـاقـع الـبـلـغـاء مـن أهـل قـريـش فـي أفـضـل الـبـلاد ، نـعـم إنـه الـبـلـد الـذي حـلـلـت بـه
فـأقــســـــم الله بـــه و قـــــال : ( لا أقــســــم بـهــذا الـبــلــد ، و أنــت حــل بـهــذا الـبــلــد ) ،
إنـهـا الـبـلـد ، إنـهـا الـبـلـدة ، إنـهـا أم الـقـرى ، إنـهـا بـكـة ، إنـهـا الـبـلـد الـطاهـر إنـهـا مـكـة
الـتـي حــرّمـهـا الله قــبــل خــلـق الـســمـوات و الأرض و طــوى مـن تـحــتـهـا كــل أرض ،
و قـــد حـــرّمــهــا إبـــراهــــيـــم مــن بـــعـــد ذلــك كـــمــا قـــد جــــــاء فـــي الــكـــتـــاب ،
وأخبرت بفضلها عند موقفك على الحزورة وقلت بعد حجت الوداع خاتما لفضائل خير البلاد
و أنــت عــائــد إلـى الـمــديــنــة الـمـنــورة حــيـث يــســقـى عــنـك مـن ســيـرتـك الـعـاطـرة
فـــي ربــــوعـــهـــا الــعــــامــــرة و أطـــــلالــــهـــا الــنــــائــــرة مـــنـــهــــج الــصـــــواب
( و الله إني لأعـلم أنـك أحـب البـقـاع إلى الله ، و لولا أن أهـلـك أخرجـوني منـك لما خرجت )
ذلــك الـحـــديـــث الــذي رواه الإمـــام مــحــمــد بــن إســــمــاعــيــل الــبــخــاري الـجـعـفـي
بــإســـــــنـــاده عـــنـــك كــــمـــا أوردتــــــــه بـــطــــائـــن الــكـــتــــب و الأخــــبــــار .....
نــــعـــم إن مـــولـــدك أم الـــقـــــــرى ... و أهـــلــهـــا أهـــــل الـــرفـــــادة و الـــقـِـــرى ....
و إنـي أشــهـد أنـك الـعـبـد الـذي أعـطـاه الله فـي بــشـــريـتـه قـــوة فـي حـمـل أعـبـاء الـنـبـوة
حـيـث كـان جـبـيـنـك يـتـفـســخ عـرقـاً و أنـت في تـلـقـي الـوحـي و وجـهـك يـتـلألأ نــور.....
ألــيـــس أنـــت مــن عــلــمــنــا كــيــفــيــة الــســــلام عــلــيــك ، فـــهــا نــحـــن نـــقــــول :
الـــصـــــــــــــــــلاة و الـــســـــــــــــــــلام عــــلــــيــــــــك يــــــا رســــــــــــــــــــــــول الله
نـــعـــم و الله جــــزاك الله عـــنـــا و عـــن أمـــتـــك و الـمـســلـمـيــن خــــيــر الــجــــزاء ...
و صـلـى الله عـلـيـك فـي الأولـيـن و فـي الآخـريـن و فـي الـمــلأ الأعـلـى إلـى يــوم الـديــن ،
و صـلـى الله عـلـيـك مــا حــــدى الـحــــادي بــذكــــرك فـــي ركـــــــب الــمــحــبـــوبــيــن ،
و مــا ثـــــــبــــــــت عــــــــــــــــــارف و هـــــــــــــــام فــــــــــــؤاد الــمــــحـــــبـــــيــــن .
اللهم
صل على سيدنا محمد ألِفِ نور أحدية الواحدانية ، وهاءِ سر هوية الألوهية ،
طاء طراز الحكمة الربانية ، وميم مليك ممكلة الملكونية ، وسين سر أسرار
السرمدانية ، وقاف تقريب قربة القربانية ، وحاء حياة أرواح العالمينية ،
ولام لطيف لطف اللطفانية ، وعين عظيم تعظيم العظموتية ، وراء الرحمة
الرحمانية ، وياء يقين إيقان الروحانية ، وصاد أصماد الصمدانية ، ونون نور
أنوار ذاتك العلية ، النبي الأمي الحبيب الزكي الطاهر الروحاني ، محمد
المحمود ، عبد الذات ورسول الأسماء والصفات ، مفتاح غيب غيوب الفتاح ،
المنزل عليه { الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح
المصباح } ، صلاة لا ترد ولا تنفد ، تستغرق العد وتحيط بالحد ، عليه وعلى
آله وأصحابه ، وأهل الولاية من أمته ، وسلم تسليماً كثيراً مادام ملكك
مستمراً ، والحمد لله رب العالمين حمداً لا ينحصر له عدد ولا ينقطع له مدد .
اول ما نبدا الكلام بذكر الله ونصلي ونسلم
أحبكَ يا رسول الله...أحبكَ
أحبكَ يا رسول الله...أحبكَ
أحب من تحب....أحبُّ ما تُحِب....أحِبُّ من يُحبك
أحبكَ ملىء السمع والبصر
أحبكَ طول العمر والسفر
أحبكَ ** أحبكَ ** أحبكَ
*****
أنتَ الــــعــــليُّ جـــــاهـــــا
*****
أنتَ أَحَبُّ إليَّ من نفسي يا طه
في الأخرى والدنيا أنت العلي جاها
*****
مع مَنْ أحَبَّ المرءُ يكون
وأنا أحبكَ يا مأمون
فأفض علَيَّ وجُدْ بعطاك
يـا صاحب الوجه الميمون
*****
يـوم المنى هو يــوم أراك
وتضمني بالعطف يداك
يـا مَنْ سَمَوْتَ وزاد عُلاك
وتكحَّلت بسنـاك عيون
*****
يا مَنْ له القلب الرحيم والشأن والخُلُقُ العظيم
سَلْ لي إلهَكَ رحمة يا مصطفانا يا كريم
وعليكَ صلى ذو الإحسان
ربُّ الورى المولى الرحمن
وعلى الصحابِ أولي الرضوان
والآلِ ما قد هَبَّ نسيـم
_________________________________________________
روضة المختار طه لاح في الكون سناها
روضة المختار طه لاح في الكون سناها
أبشرنْ يا من أتاها وتمتّع بصفاها
كل من زار المقاما مخلصًا ألقى السلاما
حاز انعامًا عظاما نفسُه نالت مناها
الله الله الله الله
وجهه فاق البدورا زاده المولى حبورا
قد بدا في الكون نورا نهج هادينا محمّد
خير مبعوث أتانا لهدى العلم دعانا
وبقرءان هدانا فاقتفوا شرع محمّد
الله الله الله الله
خير خلق الله طه مثل شمس في ضحاها
من سما قدرًا وجاها إنه الحب محمّد
من له روحي فداء وله مني الولاء
مدحه فيه الشفاء فلذاك امدح محمّد
الله الله الله الله
أيها الركبان سيروا نحوه طاب المسير
عنده الخير الوفير أكرم الخلق محمّد
هذه الخضراء تظهر نورها كالدر يُنثر
عند رؤياها تحدّر دمع من يهوى محمّد
الله الله الله الله
صلوات طيّبات غاليات دائمات
ناميات زاكيات عاطرات لمحمّد
وبخير في الختام نبتغي نيل المرام
بجوار للمقام في بقيع يا محمّد
الله الله الله الله
ربّ ردّ الحاسدينا عن حمانا خائبينا
كن لنا ربّي معينا وأجبنا بمحمّد
ربّ لا تجعل عِدانا تتمكن من أذانا
أُكسهم ثوبًا هوانا وأجرنا بمحمّد
الله الله الله الله
_________________________________________________
جرحي زاد بالفؤاد والبعاد عم بطول
جرحي زاد بالفؤاد والبعاد عم بطول
لطه روح داو جروح وهالكلام ءاااه عندو قول
****
ياما حلمت بلقاك شوف الطلة الحنونة
واتهنى بمرءاك كحل بنورو عيوني
لطه روح داو جروح وهالكلام ءاااه عندو قول
****
انا جرحي زاد بالفؤاد والبعاد عم بطول
لطه روح داو جروح وهالكلام ءاااه عندو قول
****
بسهر انا والليل بصلي وبدعي تا شوفو
وسافر فوق الخير زورو وصير من ضيوفو
لطه روح داو جروح وهالكلام ءاااه عندو قول
****
انا جرحي زاد بالفؤاد والبعاد عم بطول
لطه روح داو جروح وهالكلام ءاااه عندو قول
أول ما نبدا الكلام بذكر الله ونصلي ونسلم على جد الحسنين
وكحيل العينين رسول الله مجلي القلوب من الصدا
شفيع المذنبين غدا هو نور عيني ابو القاسم محمد
ثاني ما نبدا الكلام بذكر الله ونصلي ونسلم على النبي
الزين
وامام الحرمين حبيب الله نبي الهدى مبين العدا هو نور
عيني ابو الزهرا محمد
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
محمد متى القــــــاك
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
نحن بابي بكر وعمر نلنا المنـــى
عثماننا وابي الحسن زاد الهنا
قلبي بأبي العلمين والبدوي اغتنى
والجيلي والدسوقي أهل السنا
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
وبرفاعي ازل همي وجد وانل من فضلك الواسلع على اولي
الكرب
واشرح به صدري يسر به امري فحبه ذخري اغلى من الذهب
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
وبالدسوقي هب لنا الرضا يا رب ونجنا مولاي من لوعة النوب
وارفع به البلوى يسر لنا التقوى وارؤف بنا مولاي
بالمصطفى العربي
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
بالسيد البدوي من فضله يروي قلوب أهل الله رب اقضِ لي
ارب
من علم الإيمان واسعف الحيران وفاز بالرضوان وارفع الرتب
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
بالسيد الجيلي ذي القدر والنبل مولايا فارحنا من شدة
النصب
من اعظم الاقطاب والاولياء الانجاب به فؤادي طاب وزاد بي
طربي
*****
مولايا صل على محمد وعلى سادتنا اهله وصحبه النجم
*****
ناديت ناديت يا باز يا باز يابو صالح
ناديت يا باز روحي الحين عطشانة
انا قاصد حمى بغداد يا باز
ليتو بكأس الحال ارواني
كرمال جدك يا بــــاز حولوا علينا النظر
واني المحسوب جيلاني
الأحد، 18 نوفمبر 2012
سوف نعود مع جيش المريدين الاسلامي الامام شامل
الجهاد أو الجهاد في سبيل الله أو القتال في سبيل الله
هو مصطلح إسلامي يعني جميع الأفعال أو الأقوال التي تتم لصد عدو ما أو
لتحرير أرض ما أو لمساعدة أحد ما. جاء هذا المصطلح في بدء الإسلام عندما
ذكر الله معركة بدر الكبرى في القرآن الكريم ثم تم تعميم هذ المصطلح ليشمل أي فعل أو قول يصب في مصلحة الإسلام لصد عدو ما يستهدم الإسلام فعلاً أو قولاً. هناك عدة نصوص في القرآن الكريم
يستشهد بها حول هذه القضية : كتلك التي تدعو لنشر العدل، وتلك التي تأمر
بالقتال للتصدي لأي هجوم موجه ضد الإسلام، وتلك التي تأمر بالحرب ولكن ليس
ضمن فترة الأشهر الحرم الأربعة وتلك التي تأمر بالقتال في كل وقت. يجب أن
تأخذ بالحسبان قواعد (النسخ) والتي تحكمها قواعد فقهية. نشأة الجهادفرض الجهاد في السنة الثانية من الهجرة ونادى لنشر العدل والمساواة بين البشر في الحقوق والواجبات بين الغني والفقير الحاكم والمحكوم القوي والضعيف الشريف والوضيع العالم والجاهل الحبر والراهب العابد والزاهد تحت شعار واضح وحديث:«لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمى على عربي ولا لأبيض على أسود. ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب.[1]» فلا عنصرية بغيضة ولا طبقية مقيتة. ويعبر القرآن عن ذلك بوضوح في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ أي يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله محمد كونوا قوامين بالحق, ابتغاء وجه الله, شهداء بالعدل, ولا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا, اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء, فذلك العدل أقرب لخشية الله, واحذروا أن تجوروا.إن الله خبير بما تعملون, وسيجازيكم به. كما يفرض الإسلام على الأغنياء دفع جزء من أموالهم - الزكاة على المسلمين أو الجزية على غير المسلمين - ليتم توزيعه على فقراء الناس وضعفائهم وحرم أكل أموال الناس بالباطل من النهب والسلب أو من الربا أو من الغش أو الخداع. وكل هذه القيم والمبادئ قد تتعارض تماماً مع مصالح بعض الطغاة والجبابرة الذين استذلوا الناس واستعبدوهم، فأعلنوا عداوتهم للإسلام والمسلمين فكان لزاماً على المسلمين من إعداد العدة لمواجهة تلك المخاطر - حتى لا يؤخذوا على غرة - فأمرهم ربهم بذلك: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ولما كانت رسالة محمد للناس كافة فكان لزاماً عليه السعي لرفع هذا الظلم عن الناس كافة ومواجهة هؤلاء الطغاة في أي مكان ومهما كلف الثمن فكان فرض الجهاد على المسلمين لتحقيق مقاصد الدين السامية، ليوصل الإسلام لأهل البلد التي رفض حكامها على الدعوة إلى الإسلام في بلادهم وأعلنوا الحرب على الإسلام, فكان الجهاد على من حارب الإسلام, لا يهم أن يدخل الناس في دين الإسلام ولكن المهم أن ينعموا بالعدل والأمن تحت حكمه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
الهدف من الجهاد
|
قال: قلت يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. -- حديث صحيح |
روي عن ابن مسعود في صحيح البخاري (527) صحيح مسلم (84). :
قال: قلت يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. -- حديث صحيح |
روي عن أبي ذر في صحيح البخاري (2518) صحيح مسلم (136) :
قال: قلت: يارسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله. -- حديث صحيح |
روي عن أنس بن مالك في صحيح البخاري (2796) صحيح مسلم (1889) :
قال: قال رسول الله : لغزوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها. -- حديث صحيح |
روي عن أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري (2786) صحيح مسلم (1888) :
قال: أتى رجل رسول الله فقال: أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله. قال: ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله. ويدع الناس من شره. -- حديث صحيح |
روي عن سهل بن سعد في صحيح البخاري (2892) صحيح مسلم (1881) :
روي عن سلمان الفارسي في صحيح مسلم (1913) والنسائي (39/6) :أن رسول الله قال: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. والروحة يروحها العبد في سبيل الله. أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها. -- حديث صحيح |
قال:
سمعت رسول الله يقول: رباط يوم وليلة. خير من صيام شهر وقيامه. وإن مات
فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان. -- حديث صحيح تكلم العلماء في نوعي الجهاد: الظاهر والباطن، لأهمية النوعين خصوصاً الباطن، حتى لا يمني العبد نفسه بما ليس في تناوله، وهو في الواقع قد أهلكه وأرداه عدوه الباطن. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:«وهذا في جهاد العدو الظاهر وهو جهاد الكفار، وكذلك جهاد العدو الباطن، وهو جهاد النفس والهوى، فإن جهادهما من أعظم الجهاد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في الله.» وقال عبد الله بن عمر لمن سأله عن الجهاد:«ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها.» وقال بقية بن الوليد:«اخبرنا إبراهيم بن ادهم حدثنا الثقة عن علي بن أبي طالب قال: أول ما تنكرون من جهادكم جهادكم انفسكم.» ويروى من حديث سعد بن سنان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ليس عدوك الذي اذا قتلته ادخلك الجنة، واذا قتلته كان لك نوراً، اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك.» وقال ابو بكر الصديق لعمر حين استخلف:
«إن
أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك. فهذا الجهاد يحتاج أيضاً إلى صبر، من
صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبه وحصل له النصر والظفر، وملك نفسه،
فصار عزيزاً ملكاً، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك، غلب وقهر وأسر، وصار
عبداً ذليلاً أسيراً في يدي شيطانه وهواه.
وقال ابو محمد عبدالله بن ابي مرة:«الجهاد الأصغر وهو جهاد العدو، وكذلك الأمر في الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، وقد أشار مولانا جل جلاله لذلك بقوله (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) فمهما كبر الأمر جعل الفرج فيه أكبر، لأن أمر الشيطان والنفس أكبر، فجعل في الشيطان والظفر به نفس الملجأ كما أخبر عز وجل، وجعل في النصرة على النفس الأخذ في مجاهدتها على لسان العلم، فقال عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وجعل سبب العون على مجاهدتها حقيقة الاستعانة به عز وجل بقوله تعالى (إياك نستعين). جهاد العلممضى بيان مفهوم الجهاد العام وهو تحقيق كون المؤمن مؤمناً، ومن أعظم ذلك العلم، فعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع.[13]» وقال معاذ بن جبل:«تعلموا العلم فإن تعلمه لله حسنة، وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد.[14]»لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية معلقا على أثر معاذ «فجعل البحث عن العلم من الجهاد، ولابد في الجهاد من الصبر.[15]» وقال أبو الدرداء:«من رأى الغدو والرواح الى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه.[16]» قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:«وكذلك من يشتغل بالعلم، لأنه أحد نوعي الجهاد، فيكون اشتغاله بالعلم كالجهاد في سبيل الله والدعوة إليه.[17].» وقال العلامة عبد الرحمن السعدي:«ومن اعظم الجهاد سلوك طريق التعلم والتعليم، فإن الاشتغال بذلك لمن صحت نيته لا يوازيه عمل من الاعمال، لما فيه من احياء العلم والدين، وارشاد الجاهلين، والدعوة الى الخير والنهي عن الشر، والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه.[18]» وقال العلامة محمد العثيمين:«إن المتفقهين في دين الله يوازون تماما المجاهدين في سبيل الله.» فالمتفقه في دين الله وهو يتصفح كتبه ويحضر الى مجالس العلم هو كالذي يتفقد قوسه ورمحه مجاهدا في سبيل الله. والذي يعرض بصره وفكره وقلبه لادراك المسائل العلمية كالذي يعرض رقبته لأعداء الاسلام ليقاتلهم اعداء الاسلام حتى تكون كلمة الله هي العليا، ولست اقول ذلك مجازفة او محاباة لكم، ولكني اقول ذلك مستندا الى كتاب الله عز وجل، فقد قال الله تبارك وتعالى وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ فاللام في قوله (ليتفقهوا في الدين) ليست تعليلا للفرقة النافرة، ولكنها تعليل للفرقة الباقية (ليتفقهوا) أي القاعدون الذين لم ينفروا للجهاد، (ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون)، فأنتم الآن ومن في ميدان القتال سواء.[19 |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)